عن القوة

"بسم الله رب الغُلام أقتل الغُلام"
ثم قُتل الغُلام! بعد أن نطق الملك الذي يدعي الألوهية كلمة التوحيد. ثم آمن كل من شهدوا علي تلك الواقعة. فألقي بهم الملك في الأخاديد و ماتوا تمامًا كما مات الغُلام. الغريب في قصة أصحاب الأخدود أن أهل تلك القرية كانوا يعبدون الملك قبل تلك الواقعة و لم يتغير ذلك إلا بسبب الغُلام الذي كان تلميذًا للراهب و الساحر في الآونة نفسها، و لكنه عرف الله، ففضل طريق الله علي طريق السحر. و عرفت القرية بأجمعها الله بسبب الغلام، فأختار كل من في القرية الله فوق الملك المُتجبر. يخطر ببالي السؤال نفسه كلما سمعت تلك القصة، هل من الممكن لإنسان واحد أن يُحدث تغييراً جذريا؟ الإجابة بالنسبة لي: نعم. قد يشعر بالغُربة أحياناً، قد يشعر أحيانا أن المُواجهة تفوق قوته. ثم يأخذنا ذلك لسؤال آخر: من أين للإنسان بالقوة، أقول: القوة من عند الله. قد يشعر الإنسان بالوهن و الوحدة و هو يواجه التيار وحده و ذلك لأنه في حقيقة الأمر ضعيف، "و خُلق الإنسان ضعيفًا"، لكنّه يتقوي بالله. فإذا أراد الله بك خيرًا أستخدمك و أمدّك بالقوّة الكافية لتترُك أثرًا في كل من تراهُ. تمامًا كالغُلام، صغير السن، الذي آمنت بسببه قرية كاملة، إيماني بالقوة التي يملكها كل منا علي المستوي الفردي يزداد يومًا بعد يوم. و تذكر دائمًا أن الغُلام لم ينصاع لأمر الملك و قال كلمة الحق و تشبث بها حتي مات. ثم بعدها كانت النتيجة، فلا تنتظرها، كل شيئ بقدر.

Comments

Popular posts from this blog

عن الحب

عن الحلم التنموي

هل الفن جميل أم تعبير؟