عن التعافي
الواسع: الذي يسع خلقه كلهم بالكفاية و الأفضال و الجود. الذي لا حد لكمالاته.
القلق يحمينا من المخاطر، حقيقة. لكن هل جربت أن يخطوا معك قلقك كل خطواتك؟ هل جربت أن تشعر بكل شيئ فيالحياة مع القلق؟ الحب ثم القلق، الإرهاق ثم القلق، الحرية ثم القلق، النجاح ثم القلق، الألم ثم القلق، و القلق ثم القلق ثمالقلق.
عندما يتمكن منا شعور ما تتوقف قدراتنا العقلية علي التفكير المنطقي لوقت ما قد يطول و قد يقصر. عندما يتمكن منّا القلق غير أنه يعيق التفكير المنطقي فإنه يدخلنا في حالة من التربص و الإستعداد للهروب أو الهجوم الدائم، يسلبنا السلام و الراحة اللذان ينبعان بشكل أساسي من السعة.
عندما أقلق تضيق بي الدنيا بكل ما فيها، حتي نفسي تضيق بي، تضيقُ بي رئتاي، ولا أجد مخرجًا، أبحث عن أشياء تطمئني، فأسافر عبر الزمن للمستقبل، و أضع الكثير و الكثير من الخطط في محاولة-فاشلة- للسيطرة علي المستقبل،ربما يبعث ذلك بعض الطمأنينة لعقلي القلوق. فلا ألبث إلا أن تنهار أمامي كل خططي لتخبرني أني لا أملك أي شيئ.
عندها أفقد قدرتي علي طمأنة نفسي، لتضيق بي الدنيا مجددًا.
إذا تمنيتُ شيئًا قلقت أن لا أحصل عليه، و إذا ملكتُ شيئًا قلقتُ أن أفقده، هكذا تدور الدائرة ولا تنتهي.
عند التعافي، علينا أن نمسك بطرف الخيط المسبب للألم المتكرر، و من ثم علينا تغيير رؤيتنا لهذا السبب. شعرتُ دائمًا أن جزءًا من إتزاننا النفسي نابع من علاقتنا بالله، و علاقتنا به تنبع من معرفتنا له.
أذكر جيدًا أول مرة سمعت فيها معني أسم الله الواسع، كيف شعرتُ به بكل جوارحي بالأخص رئتاي اللتان تضيقان بي كثيرًا. هل شعرت من قبل أن جود الله و كرمه أوسع من خططك و أحلامك لنفسك التي تظن أنها أفضل ما قد يحدث لك؟ هلخفت يومًا ما من خسارة شيئ ما لأنك ظننت أنه لا يعوض ثم ذكرت نفسك أن سعة الله ليس لها نهاية أبدًا، قد تحوي ماتخاف خسارته و ربما ما هو أفضل منه!
شخصيًا أسم الله الواسع ينتشلني من القلق الذي فشل عقلي في أن ينتشلني منه بخططه المحكمة، التي في الأصل ليست محكمة و لن تكون أبدًا!
شعرتُ دائمًا أن التعرف علي أسماء الله له دور كبير في التعافي من جروح النفس، و ها أنا ذا أتأكد من حقيقة هذاالشعور، أنا و عقلي و رئتاي المرهقتان..
لا تنسوني من دعائكم
أسم الله الواسع: https://youtu.be/_dy0tWvQ5IM
Comments
Post a Comment