Posts

Showing posts from April, 2020

الزمان أم المكان؟

علاقتي بالزمان و المكان بدأت عندما كنت في صف من صفوف المدرسة لا أتذكر أي منهم بالأخص، كل ما أذكره أني تعلمت حينها أن الزمان و المكان ظرفان منصوبان .  تتوالي الأيام، و يخفقُ قلبي من ألم الفقد لأول مرة، لأتعلمُ حينها أنه يمكن لشخص واحد أن يكون مكانًا أو زمانًا، يمكن لشخص واحد أن يكون البيت أو الطفولة، و إذا كان شخص ما المدرسة مثلاً، فهو زمانٌ و مكانٌ معًا .  يأخذنا هذا إلي الحقيقة، فمثلاً إذا مثلت لي إحدي صديقاتي المقربات المدرسة هل هذه هي حقيقة المدرسة؟ هل المدرسة بكل فصولها و نوافذها و حوائطها و بقاعها هي صديقتي فقط؟ بالطبع لا، لكن لكل منا حقيقته التي يبنيها هو بنفسه و إختياره، الحقيقة أمر نسبي جدًا يختلف من شخص لآخر، و لا يجوز فيه السؤال أو الإعتراض أو طلب التفسير .  في رواية " رأيت رام الله " يطرح مريد إشكالية العيش في المكان أم الوقت و يصرُّ إصرارًا شديدًا أنه يعيش بكل جوارحه في الوقت لا المكان، ذلك لأنه عند ...

رسالة إعتذار

في الأشهر الأخيرة من حياتي كتبتُ العديد من الرسائل، رسائل عتاب و غضب، و رسائل حب و إمتنان، و بالرغم من تباين محتواها و ما تطويه، إلا أن ما يميزها كلها أنها لم تُرسل أبدًا .  أدفنُها في ملفات هاتفي المحمول، أو في دفاتري حيث لن يجدها أحد . أعتقدُ أن السبب وراء ذلك أنه من الصعب جدًا لشخص مفرط الحساسية و شديد الخصوصية مثلي أن يشارك رسائله مع الآخريين .  أما عن هذه الرسالة، فهي رسالة إعتذار أشاركها معكم !   أمتلكُ طاقةً محدودة للتعامل مع البشر، تتضاءل كلما تقدم عمري، فمثلاً أُفضل إحتساء كوب من الشكولاتة الساخنة في غرفتي برفقة كتاب، أو فيلم وثائقي، علي الذهاب إلي مطعم فاخر يكتظ بالناس، و في الوقت نفسه أحبكم جدًا ! لا يحجب قلبي عن العالم سوي غشاءه، لا أحب إستخدام طبقات من الإبتسامات المصطنعة، و الأحاديث السطحية حول قلبي لحمياته من شدة " حقيقيته " أمام زيف أغلب البشر لكي تمر الأيام و ُتقضي المصالح و ما إلي ذلك، لذلك بالرغم من ح...