الخير و الشر في عالم الكبار
خير، شر، أبيض، أسود .. عندما كنت طفلة كنت أري العالم من خلال عدسات لم أخترها، لكنها كانت مسلّمات في عالم الصغار، للفيلم الكرتوني بطل طيّب و قوي و سيغير العالم و ينقذه من كيد البطل الشرير . ظللتُ محتفظة بالمنظور نفسه لسنين طويلة، تتغير المعطيات و لا يتغير المنظور ابدًا، حتي فوجئت في يومٍ من الأيام أني أشبه البطل الشرير في بعض الأشياء . عندها أصابني الحزن أيامًا و ليال طويلة، هل أنا أشبه صورة الشر المظلمة القاسية التي أحتفظ بها للشر في مخيلتي ( لكل شيئ في مخيلتنا صورة، للصداقة صورة، للحب صورة، للألم صورة ). البطل الشرير دائمًا مكروه، دائمًا مرفوض، و لا يفكر أحدٌ في أمره، شره كان من ضمن المسلمات، و لكن هل سأل أحد الشرير يومًا ما لماذا هو شرير؟ في الأغلب الشرير نفسه لن يمتلك إجابة لهذا السؤال و بالرغم من ذلك هو يحمل الإجابة بداخله، فمثلاً إذا سألت أحدهم لماذا أنت غاضب و إندفاعي تجاه كل من ينتقدك سيخبرك أنه لا يتقبل ...