أبصرت اللطف
" و إذا تأمل الواحد منا نفسه في موضوعية شديدة و نظر إلي باطنه في حياد مطلق فإنه سيلاحظ أنه في حالة تذبذب دائم بين هذه المراتب صاعدًا و هابطًا من لحظة لأخري و من يوم لآخر، من حالة وجدانية إلي حالة شهوانية إلي صفاء روحاني " في محاولاتي الكثيرة لتأمل نفسي، أبصرتُ كل الجوانب التي ذكرها د مصطفي محمود في كتابه، و في أوقات الشدة و البلاء بالأخص أبصرتُ لطف الله في نفسي و في من حولي . فمثال علي ما أقول البُكاء، البكاء رحمة، البكاء يحمل في ثناياه ما لا تقوي علي حمله آلاف الكلمات، يعكس الإنفعالات الداخلية التي لولاه قد تظل بداخل الإنسان و بقاءها بداخله مؤذي جدًا . التجاوز، من لطف الله بالإنسان أن ذاكرته محدودة، و أن المشاعر مُتجددة و مُتغيرة، فمثلًا قد تتذكر حدث مؤلم منذ أعوامٍ، لكنك لن تعيش الألم و المشاعر نفسها مرتين، إلا إذا جددتها أنت مُتعمّدًا . و أبرز لطائف و رحمات الله التي أودعها في النفس البشرية و شرعها و أمرنا بها هي الر...